الثلاثاء، 18 مايو 2010

منح جلالة الملك الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية

تسلم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال العلوم الإنسانية من جامعة الخليج العربي كما تسلم جلالته رداء الجامعة ووشاحها تقديرا وعرفانا من مجلس أمناء جامعة الخليج العربي لما تحظى به الجامعة من جلالته من دعم ومؤازرة ولما يوليه جلالته من اهتمام بالعمل الخيري والانساني، جاء ذلك خلال استقبال جلالة الملك المفدى للدكتور محمد بن سليمان البندري مستشار وزير التعليم العالمي بسلطنة عمان الشقيقة ورئيس مجلس امناء جامعة الخليج العربي وسعادة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي واعضاء مجلس امناء الجامعة.

وقد أعرب جلالته عن شكره وتقديره لرئيس وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، متمنيا لهم التوفيق وللجامعة كل التقدم والنجاح في تحقيق أهدافها المنشودة دعما للمسيرة العلمية في دول الخليج العربية، مشيدا جلالته بما حققته دول مجلس التعاون بدول الخليج العربية من نهضة تعليمية على كل المستويات منوها جلالته باعتزاز مملكة البحرين لكونها تحتضن جامعة الخليج العربي التي ساهمت في دعم المسيرة التعليمية بدول المجلس.

واكد جلالته حرص البحرين دعم جامعة الخليج العربي التي هي إحدى رموز التعاون الخليجي المشترك والتي ساهمت عبر مسيرتها الممتدة في خدمة البحث العلمي والدراسات التخصصية والتعليم العالي في المنطقة، منوها جلالته بدور الجامعة في إعداد ابناء دول الخليج العربي وتأهيلهم وتدريبهم وفقا لأحدث المستويات العلمية والتخصصية والتطبيقية المتطورة مؤكدا جلالته اهمية الاستمرار في دعم البحوث العلمية والعمل على تطويرها.

واشار جلالته الى ان خريجي هذه الجامعة يؤدون واجباتهم بكفاءة في مختلف الميادين الطبية والعلمية التي تخصصوا فيها.

وأعرب جلالة الملك المفدى عن تقديره للتوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله لبناء مدينة طبية في جامعة الخليج العربي في البحرين والتي ستشكل دعما قويا للتنمية والعلوم الطبية في البحرين ودول الخليج العربية.

بعد ذلك القى الدكتور محمد بن سليمان البندري مستشار وزير التعليم العالي بسلطنة عمان الشقيقة ورئيس مجلس أمناء جامعة الخليج العربي كلمة اعرب فيها عن تشرفه باسمه واخوانه أعضاء مجلس الأمناء بتقديم أسمى عبارات الشكر والثناء والتقدير لجلالة الملك المفدى على تكرم جلالته بلقاء اعضاء المجلس والتشرف بالاسترشاد باراء جلالة الملك السديدة لتطوير المسيرة العلمية لجامعة الخليج العربي والارتقاء بها.

وقال اننا ننتهز هذه الفرصة لنعرب لجلالتكم عن خالص شكرنا وتقديرنا على المبادرة السامية لجلالتكم بتخصيص ارض للجامعة مساحتها مليون متر مربع لاقامة مشروع مدينة الملك عبدالله للعلوم الطبية

واضاف ان هذا الدعم السخي من جلالتكم ومن اخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة يسهم بلا شك في خدمة الإنسانية وفي تطور البحث العلمي في المجالات الطبية وفي الارتقاء بالجانب الأكاديمي في الجامعة واننا اذ نكرر شكرنا لجلالتكم على الدعم اللامحدود للجامعة نعاهد جلالتكم على ان تتكاتف جهود اعضاء المجلس لتنفيذ توجيهاتكم السامية ورؤيتكم الثاقبة لتتبوأ جامعة الخليج العربي مكانة مرموقة في التصنيف العالمي للجامعات.

ودعا الله جلت قدرته ان يوفق جلالة الملك واخونه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لما فيه الخير والتقدم لشعوب المنطقة

ثم القى رئيس جامعة الخليج العربي كلمة هذا نصها:

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله

دعا مجلس جامعة الخليج العربي الى منح مقامكم السامي الدكتوراه الفخرية

وأيده بذلك مجلس الأمناء مستذكراً انجازاتكم الرائدة والرشيدة كما يلي:

شهد عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - حفظه الله ے- عطاء رائدا وسجلا يفيض بالمآثر الإستراتيجية العملاقة والرائدة، شملت خيراتها ونفعها الحيز الخليجي والعالمي، كما تميز عهده - حفظه الله - بإنجازات ضخمة على المستوى الوطني والتعليمي، وكذلك نحو جامعة الخليج العربي التي خصها - حفظه الله - برعاية مميزة، مما كان لذلك كله الأثر العميق في خدمة الإنسانية ومجتمعات الخليج العربي، وتطور البحرين وتوسيع آفاق التعليم فيها، نورد منها ما يلي:

الإنجازات الخليجية والدولية:

بادر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - حفظه الله - إلى توثيق العلاقات بدول الخليج العربية، وظلّ جلالته داعما قويا لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومؤمنا بأهمية تقوية الروابط بين دول المجلس، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ومدافعا صلبا عنها باستمرار يتجلى ذلك في كتاب جلالته "الضوء الأول" الصادر عام 1986م، كما يتجلى ذلك في طموح جلالته - حفظه الله - وعبر عنه باستمرار ومؤخرا في خطاب جلالته بمناسبة الذكرى العاشرة لتوليه مقاليد الحكم - للوصول بمجلس التعاون إلى صيغة اتحادية تماثل الكيانات الاقتصادية الكبرى. كما دعا جلالته خلال رئاسته لمجلس التعاون عام 2001م في دورته الحادية والعشرين إلى اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك. وواصل جلالته جهوده إلى التقارب السياسي والتماثل القانوني، وتعزيز آلية الشورى المشتركة بين مؤسسات الشورى بدول المجلس. وعلى مدى العقود الماضية، ظل جلالته يدعو ويعمل من دون كلل من أجل ترسيخ المواطنة الاقتصادية الخليجية الكاملة، فكانت البحرين أول دولة خليجية تقرر تخفيض التعرفة الجمركية الخليجية الموحدة إيذانا ببدء العمل بالاتحاد الجمركي الخليجي، ومن أول الدول المسارعة إلى إقرار الاتحاد النقدي الخليجي، والمبادرة بطرح فكرة الربط الكهربائي الخليجي.

وعلى المستوى الدولي - حرص جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - أيده الله - على أن تساهم مملكة البحرين بنشاط فاعل في كل الفعاليات السياسية على المستوى العربي والدولي لمواجهة التحديات الراهنة ولتعزيز العلاقات والعمل الجماعي تحت مضلة المؤسسات الدولية، وبذلك اكتسبت البحرين مكانة دولية مرموقة، ونالت ثقة العالم، وأوليت مراكز قيادية منها رئاسة البحرين للدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئاسة لجنة التنمية في البنك الدولي في دورتها الحالية، وشغل منصب مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمانة مجلس التعاون الخليجي بدءاً من دورته المقبلة لعام 2011م، ومؤخرا رئاسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، ورئاسة مجلس منظمة العمل العربية.

وعن الإنجازات الوطنية، حقق جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مشروعا إصلاحيا وطنيا هاما اشتمل على عدد من التشريعات الهامة وانصبت على تأسيس قاعدة متينة لهياكل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البحرين، وقد تبلور مشروع جلالته الوطني الإصلاحي في ميثاق العمل الوطني، وبموجبه تقرر إعادة الحياة النيابية للبلاد عن طريق مجلسين أحدهما للشورى معين والآخر للنواب يشكل أعضاؤه من خلال الانتخابات الحرة المباشرة في توافق إيجابي بين فكر جلالته الإصلاحي وتطلعات شعب البحرين الذي عبر عن إرادته في الاستفتاء الشعبي العام سنة 2001م موافقاً على مشروع ميثاق العمل الوطني بنسبة 4،98% بما يقارب الإجماع الوطني وذلك بعد أن وضعت المشروع لجنة مكونة من مختلف ألوان الطيف السياسي في البحرين. كما تضمنت الإصلاحات تأسيس محكمة دستورية لضمان دستورية القوانين واللوائح، والسماح ولأول مرة في تاريخ البلاد بمشاركة المرأة في الحياة السياسية تصويتاً وترشحا في الانتخابات، إلى جانب السماح بإنشاء الجمعيات السياسية والنقابات العمالية.

وعلى المستوى الاقتصادي، أكد المشروع الإصلاحي لجلالة الملك على تنويع القاعدة الاقتصادية وأهمية العولمة ودور القطاع الخاص والانفتاح الاقتصادي على العالم، ودعا لجذب الاستثمارات الخارجية إلى البلاد وفتح المجال لغير البحرينيين وفق تقنين محدد للاستثمار داخل البحرين عن طريق برامج تشجيعية عدة، وبذلك تقدمت البحرين عام 2008م إلى المرتبة 11 عالميا فيما يخص ملاءمة مناخ الاستثمار لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وذلك ثمرة لسياساتها الإصلاحية وما تقدمه من حوافز جاذبة للمستثمرين ماليا، وتجاريا وتشريعيا. وحرص جلالته على أن ينصب الاقتصاد على رفاهية المواطن، حيث أكد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الذكرى العاشرة لتوليه الحكم أن ثروة البلاد البشرية هي أغلى ما تملكه مملكة البحرين.

وعلى الصعيد الاجتماعي، لم يخل تصريح أو حديث لجلالة الملك - حفظه الله - من دعم لتوفير كل ما من شأنه رفاهية المواطن وتحسين مستواه المعيشي، إلى أن حققت البحرين صدارة الدول العربية في تقرير التنمية البشرية ثماني مرات على التوالي، كما حققت مملكة البحرين مؤخرا نسبة استيعاب في التعليم الابتدائي بلغت 100%، وتقلصت فيها الأمية إلى 7% من السكان، وتصدرت دول المنطقة في نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية والثانوية. ومن جهة أخرى تطورت المؤشرات الصحية ليرتفع فيها متوسط العمر المتوقع للمواطن في مملكة البحرين إلى 75 عاما، وانخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة إلى 3 لكل ألف مولود وبذلك صنف التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة لعام 2009م مملكة البحرين في المرتبة الثانية عربيا في مؤشر انخفاض معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة.

وحول الإنجازات في مجال التعليم، فقد دعم حضرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، مسيرة التعليم الحديث في البحرين ووضع التشريعات التي تكفل حق التعليم لجميع المواطنين، وإلزاميته لجميع الأطفال الذين يبلغون سن السادسة، ومواصلة تقديمه مجانياً للتعليم الأساسي والثانوي.

وأُنجز خلال عهد جلالته عدد من المشاريع الحيوية منها إقرار جلالته لمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، وافتتاح معهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا، وافتتاح مركز رعاية الموهوبين، واهتم جلالته منذ أن كان ولياً للعهد بالدراسات والبحوث فأنشأ مركز الوثائق التاريخية الخاصة بتاريخ البحرين ومنطقة الخليج العربي، ثم بادر جلالته إلى إنشاء مركز البحرين للدراسات والبحوث، ومؤخراً جاء افتتاح جلالته - حفظه الله - لمركز عيسى الثقافي الذي يشمل مؤسسة المكتبة الوطنية تعبيراً عن الاهتمام بالثقافة والعلوم. كما أُنجز في عهد جلالته قانون التعليم العالي والسماح بإنشاء الجامعات الخاصة، وتفعيل خطط تطوير المناهج وتنمية التعليم الإلكتروني وتفعيل التعاون الدولي في مجال البحث العلمي وتبادل الخبرات.

وقدم جلالته الجوائز التشجيعية في مجال التعليم لتكون متممة للإنجازات التشريعية والمشاريع التعليمية مثل جائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، ووضع نظاماً لجائزة سـنوية هي "جائزة ولي العهد" كما أصدر جلالته أمراً سامياً بإنشاء جائزة عيسى بن سلمان للعلوم الإنسانية.

وفيما يتعلق بدعم جلالته لجامعة الخليج العربي فقد تشرفت جامعة الخليج العربي بدعم جلالة الملك حفظه الله ورعايته الدائمة لهذه المؤسسة الخليجية المشتركة التي تحتضنها برعاية تامة دولة المقر مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك حفظه الله، فكان داعماً لخططها الطموحة ومسانداً لمشاريعها الرائدة، وكان من أبرز المكرمات الملكية التي حظيت بها الجامعة تفضل جلالته بهبة أرض مساحتها مليون متر مربع خصصت لبناء "مدينة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية"، ووهبه أرضا أخرى مكنت الجامعة مـن إنشاء "مركز سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية"، هذا فضلاً عن الالتزام الثابت لمملكة البحرين في المساهمة بحصتها في ميزانية الجامعة، كما أن سائر التسهيلات التي تحتاجها الجامعة لأداء عملها العلمي من المآثر التي تسجل لحكومة البحرين الموقرة بتوجيه جلالته -حفظه الله، هذا غيض من فيض، لإنجاز ملك حكيم رشيد حفظ الله حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

بعد ذلك تسلم جلالة الملك المفدى شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال العلوم الإنسانية ووشاح الجامعة من رئيس جامعة الخليج العربي.

حضر المقابلة وزير الديوان الملكي ومستشار جلالة الملك المفدى للشئون الثقافية والعلمية ومستشار جلالة الملك المفدى للاعلام ووزير التربية والتعليم ومستشار جلالة الملك المفدى للشئون الدبلوماسية.

هناك تعليق واحد:

  1. نبارك لسمو الملك المفدى على هذه الجائزة التي يستحقها

    ردحذف